Mar 30, 2008

قصة خيالية

فى قديم الزمان


‏حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ....


‏كانت ‏الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا"..


‏وتشعر بالملل الشديد....


‏ذات يوم... وكحل لمشكلة الملل المستعصية...


‏اقترح ‏الأبداع.. ‏لعبة.. وأسماها الأستغماية..


‏أحب الجميع ‏الفكرة...


‏وصرخ ‏الجنون : ‏أريد أن أبدأ.. أريد ‏أن أبدأ...


‏أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ...


‏وأنتم ‏عليكم مباشرة الأختفاء....


‏ثم أنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ...


‏واحد... اثنين.... ثلاثة....


‏وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالأختباء..


‏وجدت ‏الرقة ‏مكانا لنفسها فوق ‏القمر..


‏وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة...


‏دلف ‏الولع... ‏بين الغيوم..


‏ومضى ‏الشوق ‏الى باطن الأرض...


‏الكذب ‏قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم
‏توجه لقعر البحيرة..


‏واستمر ‏الجنون: ‏تسعة وسبعون... ‏ثمانون.... واحد
‏وثمانون..


‏خلال ذلك
‏أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها...
‏ماعدا ‏الحب...


‏كعادته.. لم يكن ‏صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر
‏أين يختفي..


‏وهذا غير مفاجيء ‏لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب
‏اخفاء الحب..


‏تابع ‏الجنون : ‏خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون....


‏وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده الى: مائة


‏قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد.. واختفى بداخلها..


‏فتح ‏الجنون ‏عينيه.. ‏وبدأ البحث صائحا": أنا آت
‏اليكم.... ‏أنا آت اليكم....


‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في
‏إخفاء نفسه..


‏ثم ظهرت ‏الرقّة ‏المختفية في القمر...


‏وبعدها.. خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس...


‏واشار على ‏الشوق ‏ان يرجع من باطن الأرض...


‏وجدهم ‏الجنون ‏جميعا".. واحدا بعد الآخر....


‏ماعدا ‏الحب...


‏كاد يصاب بالأحباط واليأس.. في بحثه عن ‏الحب...
‏حين اقترب منه ‏الحسد


‏وهمس في أذنه:


‏الحب ‏مختف ‏في شجيرة الورد...


‏التقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في
‏طعن شجيرة

‏الورد بشكل طائش


‏ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب...


‏ظهر ‏الحب.. ‏وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من
‏بين أصابعه...


‏صاح ‏الجنون ‏نادما": يا الهي ماذا فعلت؟..


‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟...


‏أجابه ‏الحب: ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي... لكن
‏لازال هناك ماتستطيع


‏فعله لأجلي... كن دليلي..

‏وهذا ماحصل من يومها.... يمضي ‏الحب ‏الأعمى...
‏يقوده ‏الجنون