الرقية الشرعية، هل تُعاني في حياتك من الهم والحزن، والضيق والقلق، وكثرةِ المشكلات والصُّعوبات؟، هل تشكو مِن أيّ مرضٍ؛ جسمي أو نفسي، لم تجد له أيَّ علاج؟، هل تشعر بشيءٍ من الكسل عن أداء الطَّاعات، والتعلُّق بالشهوات والمعاصي؟، هل تطمح في مستوى إيمانيٍ وخُلقي أفضلَ؟
اسئلة كثيرة تجد إجابتها في هذا المقال، لنتعرف على الرقية الشرعية، ومفهومها، وأثرها السحري في علاج كل هذا، والطرق الصحيحة لها.
ماهي الرقية الشرعية؟
الرقية الشرعية الصحيحة:
يُفضل أن يقوم الإنسان برُقيةَ نفسه بنفسه، أفضل من رقية غيرهِ لهُ، وهذا ما ثبتَ من استقراءِ النصوصِ الشرعيةِ، وليس كما يشتهرُ اليوم من أنَّ قراءةَ المُرقي، أفضل وأنفع، خاصةً وأنّهُ اشتهر بعضُ العوام من النّاس بالرقية، التي قد يشوبها بعضُ الشعوذةِ والتحريف، ولا تبتُ للرقية الشرعية الصحيحة بأي صلةٍ.
حيث يتم وضع اليد اليمنى على المكان المصاب أو موضع الألم وتلاوة ما صحّ من الآيات والأدعية، ومما وردَ من الرقية الشرعيةِ الصحيحةِ ما يأتي:
- الرقية بالمعوذات، وسورة الإخلاص، ودليل ذلك ما روي عن رسولِ الله، حيث روت السيده عائشة أم المؤمنين: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا. وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ”.
- الرقية بسورة الفاتحة، لما لهذه السورة من فضائل، وحكم تتضمنها، ولما وردَ من أحاديثٍ تُفيدُ ذلك.
- ما كان رسول الله يرقي به أهلهُ بقول: “أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا”.
- الرقية بما ورد من الذكرِ النبويِ، وذلك من حديث عثمان بن أبي العاص، لمّا شكا ألمًا لرسولِ الله فقال لهُ رسول الله: “ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ”.
- ما رقى به جبريل رسول الله، حيث رويَ “أنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”.
أمور يستحسن الأخذ بها أثناء الرقية الشرعية:
- أن يكون الراقي والمرقي على طهارةٍ تامةٍ.
- أن ينوي الراقي نفع أخيه المسلم وأن يُيسّر الله له الشفاء والهداية، ويخفّف عنه ما ألمّ به.
- أن يستقبل الراقي القبلة.
- أن تكون الرّقية بالجهر، على أن تكون بصوتٍ معتدلٍ يسمعه المرقي؛ لينتفع من الرقية ويتأثّر بها، وتصحّ أن تكون بالسر أو الجهر.
- أن يتفكّر ويتدبّر كلٌّ من الراقي والمرقي الأذكار والأدعية التي تُردّد، وأن يستحضرا الخشوع لله -تعالى- أثناء الرقية، وأن يتفكّرا بقدرة الله -سبحانه-، ويُحسنا الاستعانة به.
- أن يضع الراقي يده على موضع ألم المرقي، مع تجنّب وضعها إن كانت امرأةً من غير المحارم.
- أن يكرّر الراقي الآيات القرآنية حسب الحاجة.
- أن يداوم المرقي على الرقية إلى حين تحقّق القصد منها بإذن الله.