قرية «باب الشمس» بداية انتفاضة ثالثة
بدأت مؤشرات التصادم بين الفلسطينيين و"إسرائيل" في التصاعد، مع تخوف من قرب اندلاع الانتفاضة الثالثة في الضفة الغربية، بسبب السياسات الاستيطانية التي تمارسها إسرائيل، حيث بدأت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح أمس، في محاصرة المداخل المؤدية إلى قرية باب الشمس التي أقامها نشطاء المقاومة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة على قطعة أرض شرق القدس، على أراضي ما يسمى منطقة «إي 1»، التي أعلن الاحتلال قبل شهور عن نيته إقامة 3000 وحدة استيطانية عليها.
وأبلغت الشرطة الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين الذين نصبوا خيماً بإخلاء المكان، وقالت إنه إذا لم ينفذوا الأمر، فإنها تنوي إجلاءهم في غضون فترة وجيزة.
غير أن محامين فلسطينيين رفعوا التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لمنع تنفيذ الأمر، وهدّد الفلسطينيون في الموقع بأنهم سيقاومون سلمياً أي محاولة لإخلائهم بالقوة.
وقال منسق لجنة مقاومة الاستيطان إن الشرطة الإسرائيلية حاصرت المنطقة، وهدّدت باقتحامها بعد أن أعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.
واللافت أن موقع يديعوت أحرونوت أطلق اسم مستوطنين على الفلسطينيين الذين أعلنوا إقامة قرية باب الشمس.
واسم القرية مستوحى من رواية باب الشمس للكاتب اللبناني إلياس خوري وهي رواية تحكي تاريخ فلسطين ونكبتها، من خلال قصة حب بين بطل فلسطيني يذهب للمقاومة، بينما تظل زوجته متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل.
في المقابل، أكد النشطاء الفلسطينيون عزمهم التصدي لجيش الاحتلال وعدم التنازل عن قريتهم الجديدة، موضحين أن «باب الشمس» قد تكون بداية انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال علاء أبورحمة الناشط الفلسطيني وأحد أصحاب فكرة إقامة القرية، إن «باب الشمس» ستكون نواة لقرى أخرى لمواجهة سرطان الاستيطان الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، فيما لم يستبعد إقامة قرية «باب الشمس 1» و«باب الشمس 2»، وأضاف أن العام الحالي سيكون عام المبادرة والمواجهة الفعلية على الأرض لمخططات الاحتلال للاستيلاء على الأرض الفلسطينية.
السلطة تؤيد التحرك
وعن موقف السلطة من «باب الشمس» كشف أبورحمة عن تلقي الناشطين اتصالات من مسؤولين رسميين في السلطة يؤيدون المبادرة ويطالبون بالمزيد من الدفاع عن الأرض المحتلة، معربين عن استعداهم لزيارتهم والتضامن معهم.
وتابع أبورحمة «قرية باب الشمس ستكون بداية لانتفاضة شعبية في مواجه الاحتلال من خلال خطوات شبيهة، وهي عمل فلسطيني منظم، وهناك مجموعة نشطاء ممن يملكون الخبرة في مواجهة الاستيطان انضموا إلينا».
وعن أعداد المتضامنين، قال «بدأنا بألف متضامن، ولكن مع البرد القارس تراجع العدد إلى 500 ليلاً، وفى الصباح ترتفع أعدادهم».
مبادرة خلّاقة وشرعية
من جهتها، وصفت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي إنشاء قرية باب الشمس بـ «المبادرة الخلاّقة والشرعية، وأداة سلمية لحماية الأرض الفلسطينية من المخططات الاستعمارية الإسرائيلية»، ودعت المجتمع الدولي إلى دعم هذه المبادرات التي تعكس المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطينيي، وبتوفير الحماية للمواطنين الذين يتعرضون للتهديدات.
أولمرت يحذر
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت ضرورة أن تحتل القضية الفلسطينية صدارة اهتمامات الناخبين الإسرائيليين. وحذَّر من أن عدم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من شأنه أن يؤدي إلى انفجار الأوضاع في الضفة الغربية، مضيفاً أن هذا الأمر سيضع إسرائيل في عزلة دولية صعبة.
من ناحيتها، اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز أن تقدم «البيت اليهودي» في سباق الانتخابات الإسرائيلية بمنزلة مؤشر على توجه الكنيست وربما الحكومة المقبلة صوب مزيد من اليمين، ما يعني ارتفاع مؤشرات التصادم مع الفلسطينيين في المستقبل القريب.