غردت بتدويناتها القصيرة خارج السرب المعتاد في الخليج العربي، فهي لا ترى وجوداً لله في مكة المكرمة، إنها الشاعرة الكويتية ميسون السويدان، ابنة الداعية الإسلامي الدكتور طارق سويدان، التي أثارت تدويناتها على «تويتر» ردود أفعال واسعة لدى متابعيها.
كتبت «ميسون» في الأيام الماضية، عن ذهابها إلى مكة المكرمة للبحث عن الله، لكنها لم تجده، وسرعان ما تلقت تعليقات غاضبة دفعتها لمحو تلك التغريدة القصيرة.
«ميسون» التي تقيم منذ سنوات في منطقة الزمالك بمصر، تكتب عنها: «عودة إلى مصر.. حيث المسلمون والمسيحيون أحباب.. حيث الناس تعبّر عما في قلوبها بلا خوف أو نفاق.. حيث يُدَلّ التائه.. ولا يُكفَّر من يبحث عن الله»، في إشارة منها لما تعرضت له جراء حديثها حول البحث عن الله في مكة.
وردت «ميسون» على من اتهموها بالكفر والزندقة عبر «تويتر»، قائلة: «اتقوا الله هل جننتم؟ هل بعثكم الله لتخرجوا الناس من دينه؟ أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، شهادة على من يدّعي زندقتي يوم القيامة».
تغريدة «ميسون» التي حذفتها وأشارت فيها إلى أن الله يتواجد بقلبها، تابعتها بتدوينة قصيرة تقول: «لا والله ثم والله لن أتوب أو أستغفر ربي من كلمة خرجت من أعماق إيماني، هل يُقال (تُبْ) للذي يصيح: سبحانك مكانك القلب وحده! بل أنتم توبوا عن جهلكم».
دافعت «ميسون» عن موقفها الإيماني بشن هجوم على من كفروها، بقولها: «أتظنونني سأسكت عنكم يا مكفّرون؟ لا والله لن أسكت.. لم أتمسّك بديني كل هذه السنين في الغرب حتى يأتي (المسلمون) ليسلبوني إياه».
وتنظم الشاعرة الكويتية «ميسون» صالونًا أدبيًا في مصر بعنوان «صالون ميس الأدبي»، يؤمّه النخبة من شعراء مصر والوطن العربى يتقدمهم الشاعران أحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد محمد الشهاوي.
تابعت «ميسون» في تدويناتها: «لقد عدنا والله إلى الجاهلية، أنتم تعذّبون المسلمين بالشتم حتى تخرجوهم من دينهم.. وأنا والله لن أخرج من دين الله ولو كره المكفرون، هذا الدين الذي تدافعون عنه ليس بديني هذا صحيح، أنا ديني الإسلام والرحمة وأنتم دينكم التكفير والنَّقمة».
وأضافت «ميسون»: «لم أذهب إلى مكة لأرى من يدَّعي أنَّه يمثِّل الدين، يضرب أرجل النساء بالعصا ويهشّهن كالغنم، أنا لست بعيراً بيد راعٍ أنا إنسانة جاءت لتلقى ربها، ولم أذهب إلى مكة كي أرى متاجر إسرائيل على بُعد خطوات من بيت الله الحرام».
وأشارت في تغريداتها القصيرة لحال الفقراء في مكة، قائلة: «لم أذهب إلى مكة لأرى آلاف الفقراء المساكين يقفون بين يدي الله بأثوابهم البالية، فيجبرهم الإمام على أن يدعوا للملوك والسلاطين الذين لا يصلّون أصلاً».
ثم حسمت الأمر بقولها: «لم أذهب إلى مكة ليبكي قلبي ما فعلتموه بهذه المدينة الطاهرة بالمسجد الحرام، ذهبت إليها بحثاً عن الله، فلم أجدْه عندكم.. نعم، ما وجدته إلا بقلبي».
وزادت «ميسون» في توبيخ من هاجموها بالكفر والزندقة، قائلة: «إن لم يسعنا الإسلام جميعاً فاذهبوا أنتم، وأنا هنا في رحاب الله باقية، مسلمة أنا لن أتخلّى عن ديني ولو قاتلتموني عليه بالسلاح، أنتم قتلتم الحلّاج.. أنتم قتلتم الروحانية في مكة.. أنتم قتلتم الله في قلوب الناس.. أنتم شوّهتم دين الله ألا شاهت وجوهكم».
وعن عقيدتها قالت: «تسألونني عن عقيدتي، اسألوا شيخ الأزهر أحمد الطيب عنها، فهو شيخي الذي درسني العقيدة والمنطق، يعتبرني ابنته، ديني من دينه والسلام على من اتبع الهدى».
الداعية الإسلامي طارق السويدان، والد الشاعرة «ميسون»، والمعروف عنه التأييد لتيارات الإسلام السياسي، ونقده لأوضاع الحكام في الخليج العربي، لدرجة منعه من دخول الإمارات بسبب آرائه حيث قال:«مازالت الإمارات تتعسف في اعتقال الدعاة بلا محاكمات ولا حتى توجيه تهمة أو السماح بالمحامين، ولا مراعاة لحقوق إنسان أو حرمة رمضان»، دافع عن ابنته بقوله في «تويتر»: «ميسون اعتكفت الأسبوع الماضي في الحرم، ووجدت روحانية عالية واستنكرت على الناس في الحرم وشوارع مكة عبادتهم الجافة».
واعتبر «السويدان» في دفاعه عن «ميسون» أنها شاعرة ويجب ألا يساء فهم ما تعبر عنه، قائلا: «الذين يتعاملون مع كلام الشعراء بحرفيته يقيدونهم ويظلمونهم، فالشعر بلاغة وتلاعب بالألفاظ وليس حديث عقيدة أو فقه».
ونعود إلى «ميسون» في رحلة بحثها عن الله قائلة في ختام تغريداتها القصيرة: «يُسائلُني: ما أنتِ؟ مِن أيِّ مذهبٍ؟.. معي أم مع الأعداء؟ أرجوكِ حدِّدِي.. فقلتُ: لِأهلِ الحبِّ كالفقهِ مذهبٌ.. ويجمعُنا في الليلِ نورُ مُحمَّدِ».
«ميسون» المُحبة لمصر، كما تصف نفسها، درست في جامعة الأزهر، وتتلمذت على يد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والشيخ الشهيد عماد عفت، وشاركت في العديد من المظاهرات ضد حكم المجلس العسكري، وضد ترشح الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر في انتخابات الرئاسة.
وشاركت الشاعرة الكويتية أيضا في مظاهرات السفارة الإسرئيلية، اعتراضا على مقتل جنود مصريين على الحدود، وشاركت في مظاهرات شارع محمد محمود، التي شهدت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، وأسفرت عن مصرع 41 متظاهرا بالإضافة إلى آلاف المصابين.